top of page
  • Thamar Albaqami

فلسفة المزايا والتعويضات والمبادئ الخمسة

تُعد المزايا والتعويضات مسألة ضرورية، وفي غاية الأهمية؛ وذلك لمساهمتها الفعّالة في جذب المواهب، والاحتفاظ بهم. لا سيما ضمن حالات النمو الاقتصادي، والتي تعبر بالضرورة عن ازدياد نطاق التنافسية، وفي مختلف القطاعات، وهو الأمر الجاري في السوق السعودي حاليًا. إن المنظمات التي تعمل على تقديم حزم من المزايا والتعويضات، وبشكلٍ جذاب. تتمتع بأفضل الفرص، والقدرة على التنافسية. نتيجةً لذلك. فإنه من الضروري أن يكون لدى أي منظمة فلسفة مدروسة بعناية فائقة في مزاياها وتعويضاتها، والتي بالضرورة تتوافق مع أهدافها التنظيمية، وقيّمها.

نحو المبادئ الخمسة

تنشأ فلسفة المزايا والتعويضات على أساس فكرة وجوب تعويض الموظفين بشكلٍ عادل مقابل جهودهم، وهو ما يشمل كلًا مِن المزايا المالية، وغير المالية. قد تتكّون المزايا المالية من الراتب الأساسي، والمكافآت، وخيارات الأسهم. في المقابل. قد تشمل المزايا غير المالية ترتيبات في مثل أوقات العمل المرنة، وبرامج الرعاية، وفرص التطوير الوظيفي.

إن الإنصاف هو أحد أوائل، وأهم المبادئ الأساسية لأي فلسفة في المزايا والتعويضات. الأمر الذي يعني أنه يجب تعويض الموظفين الذين يؤدون أعمالًا متشابهة بالتساوي. فمن الضروري أن تتم مراعاة المعايير الواضحة في وقت تصميم وصياغة هذه الفلسفة، وذلك لتحديد ما يشكل عملًا متطابقًا، وضمان الشفافية في هذه العملية. بالإضافة إلى أنه يجب على المنظمات مراجعة كافة ممارساتها في التعويضات، وبشكلٍ منتظم؛ للتأكد من أنها تتماشى مع معايير السوق، والتشريعات واللوائح ذات الصلة، واختلاف سلوكيات الأجيال العاملة في السوق، ومن أجل أن تتجنب أي حالة من حالات عدم المساواة في الأجور عن غير قصد.

وبالتالي. فإن الشفافية تمثل مبدأ أساسيًا آخر يستدعي الانتباه. يجب أن يفهم الموظفون، وبوضوح؛ كيف تم تحديد رواتبهم، ومزاياهم. يتضمن ذلك توضيحات، واعلانات حول هيكل رواتب المنظمة، وكيفية حساب المكافآت، وما هي الفوائد المتاحة. إن عبر الشفافية؛ يمكن لأي منظمة أن تدّعم وتعزز من بناء حالة الثقة والمشاركة مع موظفيها.

وفي هذا الإطار. يجب أن تدرك أي فلسفة في المزايا والتعويضات أهمية الأداء. وبمعنى أكثر شمولًا؛ فإنه يجب مكافأة الموظفين الذين يؤدون أداءً جيدًا نظير جهودهم، والتي تُعد بمثابة سياسة المكافأة على أساس الأداء. لذا من الضروري للغاية التأكد من أن مقاييس الأداء شفافة، وموضوعية، ومتوافقة مع أهداف المنظمة، والتي يمكن استظهارها عبر تقديم الملاحظات، والتغذية الراجعة المنتظمة للموظفين حول أدائهم، وفي سبيل مساعدتهم على فهم كيفية تحسين هذا الأداء. فلا يجب أن يكون تحقيق الإنصاف على حساب العدالة، وإلا ستعرض أي منظمة نفسها لخطورة تقاعس موظفيها عن بذل المزيد من الجهد، وخصوصًا عندما يرون بأنفسهم أن لا مكان للأداء في المنظمة. في مقابل أن زملائهم الأقل أداء يتم مكافأتهم بالمثل، وباسم الإنصاف.

إن من ثالث أهم المبادئ، والمتعلقة بالفهم الشمولي لموقع المنظمة سوقيًا، وفي ظل تصاعد حالة التنافسية. هو أن تكون أكثر استراتيجية فيما يتعلق بحزم المزايا والتعويضات التي تقدمها. الأمر الذي يعني بدوره فهم ما يقدمه المنافسين. مما يعني أيضًا فهم ما يقدّره الموظفون بشكل أكثر دقة وتحديد لا سيما في أولويات تلك المزايا. على سبيل المثال؛ قد يفضل الموظفين ترتيبات العمل المرنة أكثر من الراتب الأعلى. بينما قد يعطي آخرون الأولوية لفرص التطوير الوظيفي. كل ذلك من أجل تلبية تفضيلاتهم الفريدة. فالموظفين هم أفراد لديهم احتياجات خاصَّة ومميزة عن الآخرين. الأمر الذي يعني أن المنظمات يجب أن تكون مرنة، وقابلة للتكيّف، والتخصيص في مناهجها الخاصَّة بالمزايا والتعويضات، وحسب احتياجاتها التنظيمية، وأهدافها، ورغبات موظفيها.

إن العديد من المنظمات تعمل وفقًا لذلك في تقديم مجموعة من الخيارات التي من شانها أن تمكّن الموظفين للاختيار فيما بينها. على سبيل المثال؛ قد يفضل بعض الموظفين خطط الإدخار، بينما قد يفضل آخرون مزايا متعلقة بالتأمين الصحي لأفراد العائلة، والوالدين. لا سيما في ظل التغيّرات الاقتصادية الجارية في سياق ارتفاع تكاليف المعيشة، وتحدّيات خصخصة القطاع الصحي المقبلة. إن من خلال تقديم مجموعة من الخيارات. فإنه يمكن للمنظمات دعم وضمان تلبية احتياجات موظفيها المتنوعة، والمختلفة.

اجمالًا. تُعد فلسفة المزايا والتعويضات أمرًا بالغ الأهمية للمنظمات القائمة في السوق، وفي ظل حالات النمو الاقتصادي، والتوسع في قواعد التنافسية. فإن من شأن هذه الفلسفة أن تساعد المنظمات في جذب أفضل المواهب، والاحتفاظ بها، ومن خلال ضمان تقديم حزم أكثر انصافًا، وعدالة للموظفين. بالإضافة إلى تزويدهم بمجموعة تتوافق مع احتياجاتهم وتفضيلاتهم. تشمل هذه المبادئ الأساسية للفلسفة على الانصاف، والشفافية، والأداء، والقدرة التنافسية، والمرونة. فمن خلال تبني هذه المبادئ، والممارسات. يمكن لأي منظمة أن تبني حالة كبيرة من الثقة، والمشاركة تساعدها على النمو، والثبات في أشد الأسواق تنافسية، وتحقيق أهدافها التنظيمية، والاستراتيجية.

٣٠٨ مشاهدات

أحدث منشورات

عرض الكل
Asset 201.png

نساهم بخبرة عميقة في تقديم خدمات الاستشارات الإدارية التي تدعم رحلة التحول

Asset 221.png

نقدم مجموعة من خدمات تقييم المواهب التي تضيف قيمة إلى جميع عمليات المواهب

Asset 211.png

أفضل تجربة تطوير عالمية بفهم محلي، مع شراكات لا مثيل لها مع أفضل المنظمات في العالم

bottom of page