لا تفتأ تبحث عن المُرشح المثالي ليغدو معولًا في نجاح شركتك، غير أنك تجد أمامك أعداد هائلة من المرشحين ممن يعملون بالشركة بالأساس أو من يتطلعون للانضمام إليها، وجميعهم يختلفون في مزاياهم وتتباين مؤهلاتهم، فأيُهم هو الأنسب للمنصب المحتمل؟ حسنًا، في العادة تحين ساعة الحسم ويجري الفصل بين جميع المرشحين سواء من داخل الشركة أو خارجها واختيار الأنسب على أساس إجراء مقابلات لهم جميعًا، فيقع الاختيار على أحدهم دون الآخر، ثم لا تلبث أن تجده لا يتناسب مع متطلبات المنصب المُرشح له، المُعضلة هنا أن الاختيار من بين المرشحين كان قائمًا على مجموعة من الأسئلة المكررة وغير المجدية والتي لا صلة لها بمتطلبات المنصب ولا توقعاتك منه، إذًا فما المخرج من تلك الأزمة وكيف السبيل لاختيار المرشح الأنسب ومن ثمّ نجاح شركتك؟
إن المخرج من تلك المعضلة يأتي باتباع طريقة المقابلات المبنية على الجدارات، فمن شأنها أن تساعد الشركات والمؤسسات في تقييم مهارات وقدرات وتوجهات الموظفين سواء القائمين بالفعل لديهم أو المحتملين ممن يتطلعون للانضمام إليهم، فضلًا عن كونها تقيس جاهزية المُرشح للمنصب، وتُصبح أكثر فاعلية في التعرف على مواطن القوة لدى الموظفين وتحديد ما يحتاجونه من تطوير وتحسين. وإن طبقها أصحاب الأعمال بالطريقة الصحيحة، فإنهم يقدمون لموظفيهم تدريبًا أفضل ودعمًا أقوى، ومن ثمّ يتحسن أدائهم بمرور الوقت وكذلك تطلعاتهم المهنية.
وفي الأسطر التالية نتناول أساسيات المقابلات المبنية على الجدارات وكيف لها أن تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق النجاح لشركتك.
ماذا نقصد بالمقابلات المبنية على الجدارات؟
إن المقابلات المبنية على الجدارات هي إحدى أنواع المقابلات التي يجري خلالها تقييم مهارات المرشح وما يحمل في جعبته من خبرات ومعارف لها صلة بالمنصب الذي يتقدم إليه، ويكون التركيز في تلك المقابلات على طرح أسئلة مباشرة ومحددة في الوصف الوظيفي للمنصب، ومن أمثلة تلك الأسئلة التي تُطرح على المرشح: كيف تغلّب المُرشح على مواقف شكلت له تحديًا في منصبه السابق؟ وما المنهجية التي يتبعها لحل المشكلات؟ وكيف تعامل مع سيناريوهات محددة؟ والهدف من تلك الأسئلة هو تقييم قدرة المُرشح على التعامل مع مهمة محددة أو إظهار جدارة ما، هذا هو الأمر الذي يقدم دليلًا واضحًا عن مستوى قدرات ومعارف ومهارات المُرشح فضلًا عن خصاله الشخصية وقيمه. من ثمّ، يسهُل على أصحاب الشركات اتخاذ قرارات مستنيرة بدرجة أفضل حول مدى أهلية المُرشح للمنصب، وكذلك استبعاد أولئك الذين تنقصهم المهارات الضرورية للمنصب.
ما مزايا إجراء المقابلات المبنية على الجدارات؟
تؤتي المقابلات المبنية على الجدارات ثمارٌ عظيمة تجنيها الشركات، لا سيما إن طبقها المدراء على نحو صحيح، فهي طريقة متميزة لتقييم الموظفين الحاليين والمحتملين. فيما يلي نعرض بعض من مزايا هذا النوع من المقابلات:
المساعدة في فهم واستيعاب الجدارات السلوكية والفنية للموظف الحالي أو المحتمل بصورة أفضل.
المساعدة في تحقيق التوافق والمواءمة بين المرشحين والمنصب المحتمل ورؤية ورسالة وإستراتيجية الشركة.
تحديد ما إن كان أحد المرشحين يملك المهارات المناسبة للمنصب، وذلك عن طريق استهداف مهارات وقدرات محددة عن طريق الأسئلة المطروحة.
التعرف على احتياجات التدريب لدى موظفي الشركة.
لماذا عليك أن تُجري مقابلات على أساس الجدارات؟
إن للمقابلات المبنية على الجدارات أهمية بالغة لأي شركة تطمح لتحقيق النجاح، فهي البوتقة التي يُصهر بها المرشحين فيسهُل على المديرين تحديد المُرشح الأنسب من حيث تملكه للجدارات والمهارات اللازمة والتي تتوافق مع متطلبات المنصب والشركة، ومن ثمّ تشكيل فريق عمل يتمتع بالكفاءة ويصبح مؤثر في تحقيق نتائج مواتية للشركة، علاوة على أن الاختيار على أساس الجدارات يُمكّن الشركات من تعيين موظفين يتقاسمون أهداف ورؤية واستراتيجية مشتركة، مما يساعدهم في تحقيق أهداف الشركة بوتيرة أسرع وأسهل، وعلى ذلك فإن المقابلات المبنية على الجدارات هي ركن أساسي في الوصول للنجاح وتحقيق الأهداف والغايات في حال تم تطبيقها على نحو صحيح.
