top of page
Tahani Alosbani

تمكين تنمية القدرات البشرية

تاريخ التحديث: ١٩ يناير ٢٠٢٣

نحن نعيش في عالم دائم التطور ومليء بالفرص، رغم ذلك بيئات العمل تنافسية للغاية، للبقاء في الطليعة والاستمرار في المنافسة، تحتاج المنظمات إلى التركيز على تطوير أصولها الأكثر قيمة لديها وبذلك نعني رأس مالها البشري، تنمية القدرات البشرية هي العملية التي يمكن للمنظمات من خلالها تعظيم إمكانات موظفيها ومساعدتهم على الوصول إلى أعلى مستوى من الأداء، من خلال فهم كيفية تطوير القدرات البشرية، يمكن للمنظمات أن تخلق بيئة تشجع على الإبداع والابتكار، نقتبس من الأمير محمد بن سلمان حفظه الله مما قاله عن تمكين القدرات البشرية:

“نهدف إلى إعداد مواطن طموح يمتلك المهارات والمعرفة ويواكب المتغيرات المتجددة لسوق العمل، مما يساهم في بناء اقتصاد متين قائم على المهارات والمعرفة وأساسه رأس المال البشري”

في هذا المقال، سوف نستكشف ماهية تنمية القدرات البشرية، أنواعها، فوائدها وأثرها على الحياة.


الاستثمار في الإنسان

لا يوجد استثمار أهم من الاستثمار في تنمية القدرات البشرية، فهذا الاستثمار غالبًا ناجح على كافة الأصعدة وفوائده عديدة ابتداءً من تحسين الإنتاجية الفردية إلى زيادة الكفاءة والفعالية التنظيمية. عندما نتحدث عن تنمية القدرات البشرية، هناك عدد من الأساليب المختلفة التي يمكن اتباعها، أحد الأساليب الشائعة هو الاستثمار في برامج تدريب وتطوير الموظفين، يمكن أن تزوّد هذه البرامج الموظفين بالمهارات والمعرفة التي يحتاجونها ليكونوا أكثر فعالية في أدوارهم، يمكنها أيضًا المساعدة في تحسين معدلات استبقاء الموظفين، حيث من المرجح أن يتمسّك الموظفون الذين يشعرون أنهم يتعلمون ويطورون مهارات جديدة بوظائفهم أكثر من غيرهم. هناك نهج آخر لتنمية القدرات البشرية هو الاستثمار في مبادرات التغيير التنظيمي، يمكن أن تساعد هذه المبادرات المنظمات على أن تصبح أكثر قابلية للتكيّف والاستجابة للتغيير، وهو أمر ضروري في بيئة الأعمال سريعة التغيّر اليوم، يمكن أيضًا مساعدة المؤسسات على تفعيل ارتباط القوى العاملة وتحفيزها بشكل أفضل، مما قد يؤدي إلى تحسين الأداء في جميع المجالات. بغض النظر عن النهج المتبع، يُعد الاستثمار في تنمية القدرات البشرية جزءًا أساسيًا من نجاح أي مؤسسة. فالمؤسسات التي تتجاهل هذا الاستثمار من المحتمل أن تجد نفسها في وضع تنافسي غير جيد مقارنة بغيرها.


ما هي تنمية القدرات البشرية؟

تنمية القدرات البشرية هي العملية التي يطوّر الناس من خلالها القدرة على تحقيق أهدافهم وتحسين رفاهيتهم، من خلال اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة وتطوير المواقف والسلوكيات التي تمكن الناس من استخدام مهاراتهم ومعارفهم بفاعلية لعيش حياة مليئة بالإنتاجية والرضا. تنمية القدرات البشرية عملية تستمر مدى الحياة وتبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر طوال العمر، وترتكز على ثلاثة عناصر رئيسية: 1.تحقيق الاحتياجات الإنسانية الأساسية: يحتاج الناس إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية قبل أن يتمكنوا من التركيز على تنمية قدراتهم. وهذا يشمل الحصول على الغذاء، والماء، والمأوى، والرعاية الصحية، والتعليم. 2.تطوير الإمكانات البشرية: لكل فرد القدرة على تطوير قدراته. ومع ذلك، يواجه بعض الأشخاص تحديّات أكثر من غيرهم في تحقيق ذلك بسبب عوامل مثل التمييز أو الإعاقة. 3. خلق بيئات تمكينية: البيئات التمكينية هي تلك التي تدعم الناس في تطوير قدراتهم. وهي تشمل كلاً من البيئات المادية مثل (المدارس، وأماكن العمل، أو المنازل) والبيئات الاجتماعية مثل (العائلات، أو المجتمعات، أو الثقافات).


ماهي الأنواع المختلفة للقدرات البشرية؟

هناك أربعة أنواع مختلفة من القدرات البشرية: الجسدية، والمعرفية، والعاطفية، والاجتماعية.

من المهم الموازنة وأخذ كل مما سبق في عين الاعتبار عند وضع خطط التطوير والتنمية، فكل القدرات البشرية على تنوّعها ضرورية، كما أنها تُعزز وتُكمل بعضها البعض.


ما هي فوائد تنمية القدرات البشرية؟

هناك العديد من الفوائد لتنمية القدرات البشرية، بحكم التعريف، فإن القدرات البشرية هي القدرات والمهارات التي تسمح للبشر بالعمل في مختلف المجالات والقطاعات. لذلك، يمكن أن يساعد تطوير القدرات البشرية الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء على أن يصبحوا أكثر كفاءة ودراية ومهارة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تعزيز القدرات البشرية إلى زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية الحياة للموظفين والعملاء، كما تتضمن بعض فوائد تنمية القدرات البشرية ما يلي:

  1. تحسين الأداء في العمل والأنشطة الأخرى.

  2. زيادة الثقة بالنفس والتحفيز.

  3. صنع القرار بشكل أفضل.

  4. قدر أكبر من الإبداع.

  5. تعزيز التفاعلات الاجتماعية.

كيف تبدأ في تنمية قدراتك البشرية؟

تبدأ تطوير القدرات البشرية بسعيك نحو تحسين نفسك وقدرتك على تحقيق أهدافك، ويمكن أن يتم ذلك من خلال التدريب أو التعليم أو ببساطة عن طريق أخذ الوقت الكافي لتطوير مهاراتك ومعرفتك، الخطوة الأولى هي تحديد ما تريد تحقيقه، بمجرد وضع هدف في الاعتبار، يمكنك البدء في العمل على تطوير المهارات باكتساب المعرفة اللازمة لتحقيق ذلك الهدف. من الجدير بالذكر أنه هناك طريقة فعالة لتحسين قدراتك البشرية، وذلك من خلال التدريب؛ هناك العديد من أنواع التدريب المختلفة المتاحة، لذا يمكنك اختيار ما يناسب اهتماماتك واحتياجاتك. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تحسين مهارات التواصل لديك، يمكنك أخذ دورة في الخطابة والإلقاء. إذا كنت ترغب في تطوير تخصصك المهني الدقيق، فهناك الكثير من الفصول والبرامج التعليمية المختصة والمعتمدة. مهما كان نوع التدريب الذي تختاره، تأكد من أنه شيء تهتم به بالفعل حتى تتمكن من الالتزام به لتحقق النتائج.

يُعد التعليم طريقة رائعة أخرى لتطوير قدراتك البشرية، سواء كنت تتطلع إلى التقدّم في حياتك المهنية أو ببساطة معرفة المزيد عن العالم من حولك، فإن متابعة التعليم يمكن أن تساعدك في الوصول إلى أهدافك، المهم هو أن تتعلم بنشاط أشياء جديدة وتوسع آفاقك.

ختامًا تعتبر تنمية القدرات البشرية جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي والمهني، إن اتباع نهج شامل للتعلّم وخلق فرص جديدة للاستكشاف وتبني فكرة التعلم مدى الحياة كلها أجزاء مهمة في رحلة الحياة. مع الالتزام بالتحسين المستمر، يمكن للأفراد إطلاق العنان لإمكاناتهم وتحقيق مستويات ملحوظة من النجاح.

من خلال التخطيط الجيد والمدروس لكيفية تعلّمنا وتطوير مهاراتنا، يمكننا الوصول لأكبر قدر من القدرات البشرية الممكنة وبالتالي تحسين ملحوظ ومستدام في جودة الحياة للارتقاء بمجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة والبشرية عمومًا.


٥٧٧ مشاهدة
Asset 201.png

نساهم بخبرة عميقة في تقديم خدمات الاستشارات الإدارية التي تدعم رحلة التحول

Asset 221.png

نقدم مجموعة من خدمات تقييم المواهب التي تضيف قيمة إلى جميع عمليات المواهب

Asset 211.png

أفضل تجربة تطوير عالمية بفهم محلي، مع شراكات لا مثيل لها مع أفضل المنظمات في العالم

bottom of page