الاستشارات الإدارية: الطريق نحو تمكين رأس المال البشري

"نحن كمستشارون، نضيف قيمة هائلة. من خلال رؤيتنا، يمكننا تقديم نصائح ذات قيمة متميزة للشركات والحكومات والمنظمات والمجموعات والأفراد، ونوفر لهم في النهاية الموارد لمساعدتهم على اتخاذ قرارات أفضل، ومع اتخاذ قرارات أفضل، يصبح العالم مكانًا أجمل"

- هندريث سميث جونيور (الرئيس التنفيذي لشركة Mayflower-Plymouth Capital LLC)

مثل ما أن لكل نتيجة سبب في هذه الحياة، فإن لكل مشكلة حل. وفي حين أن المنظمات بكافة قطاعاتها (حكومية، خاصة، خيرية) تواجهه معوقات متعددة قد تؤثر على بيئة العمل لديها كالمشكلات التنظيمية، والإدارية، والإجرائية، ومشكلات التعامل مع رأس المال البشري وغيرها، وذلك يعود لأسباب عديدة ومنها عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية، ضعف التخطيط التنظيمي، عدم موائمة قدرات الموظفين مع المهام الموكلة إليهم، ضعف بيئة العمل، وما إلى ذلك، ولذلك وجدت الاستشارات الإدارية كحلًا جذريًا لهذه المعوقات من خلال تقديم أفضل الحلول المجربة لكافة الجهات بناءً على أفضل الممارسات وأدق المعايير، فالخدمات الاستشارية هي الحل الأمثل والطريق الأسرع والأنجح نحو تمكين رأس مال بشري قادر على العمل بفاعلية وكفاءة وبالتالي الوصول إلى أفضل مستويات النجاح المؤسسي، لكن على الرغم من أهميتها فكثير من الناس يجهل ما ينطوي عليه هذا المفهوم العظيم في مجال تطوير الأعمال وتمكين التنمية البشرية.

مفهوم الاستشارات الإدارية

إن الاستشارات الإدارية ودعمها للمنظمات يعد مصدر رئيسي لتوجيهها نحو الطريق الصحيح، يتم تعريفها على أنها خدمة يقدمها فرد أو منظمة إلى شخص أو مؤسسة بحاجة إلى التغيير والتطوير، من أجل تحديد المعوقات المتعلقة بأمور تنظيمية وتمكينية مختلفة، والبحث في أصول هذه المعوقات وتدقيقها ثم وضع توصيات عملية مناسبة من أجل حلها، والمساعدة في عملية تنفيذها خطوة بخطوة حتى يصل المستشير لأرقى مراحل النجاح المؤسسي.

دور المستشارين في بناء عالم أفضل

المستشارون يضيفون قيمة مضافة فائقة الأهمية عند مساعدتهم لعملائهم في الوصول نحو زيادة الكفاءة المؤسسية وتحقيق الأهداف، وذلك لأن مفهوم الاستشارات الإدارية يُسهم في تقديم إرشادات تحسينية بإتباع أفضل الممارسات وأحدث الحلول المبنية على فهم متعمق لسوق العمل وفقًا لأفضل الممارسات ذات العلاقة بالقطاع المماثل للمنظمة، ثم اتخاذ قرارات بعدد من التوصيات لدفع العميل نحو تحقيق النجاح المأمول. فعند وجود فجوات في المنظمة يقوم المستشارين بوضع الحلول لمعالجة تلك الفجوات بتطوير حلول استشارية متميزة تهدف إلى تمكين المنظمات، مما يمكّن من التميّز ويؤثر على أدائها بشكل ملفت محولا إياها إلى بيئات عمل جاذبة للمواهب، فعندما تكون بيئات العمل محفزة وذات كفاءة عالية فذلك يعود بشكل إيجابي على كافة منسوبي تلك الجهات ويزيد من ولائهم ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم، مما يعود على استثمار المنظمة بأفضل النتائج وأعلى الأرباح.

متى تكون المنظمات بحاجة ماسة للاستشارات الإدارية

عندما يقل مستوى رضا الموظفين عن المنظمة ويظهر أثر ذلك على مستوى إنتاجهم مما يؤثر بشكل مباشر على عملائها، فإن تلك المنظمة بحاجة إلى التطوير، وهذا إنذار قطعي لوجوب التحول الإداري وطلب يد العون من المستشارين المتخصصين، لذلك يجب على الأشخاص المسؤولين في المنظمة أن يستعينوا فورًا بمستشارين إداريين متمرسين ليُساهموا في تطوير أعمالهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم، ومن أهم الظواهر التي تتطلب تدخل استشاري فعّال:

• كثرة الاستقالات، وتذمر الموظفين من المنظمة.

• تكرر الانتقادات الموجهة للمنظمة أو إدارتها.

• زيادة حدة المنافسة وتعقّد الظروف البيئية.

• تأخر الموظفين في القيام بأعمالهم.

• كثرة الأخطاء والمخالفات.

• ضعف القدرات المعرفية.

• الحاجة لتحسين الكفاءة الإدارية.

• ارتفاع تكلفة القيام بالأعمال. 

علاقة الاستشارات الإدارية بتمكين رأس المال البشري

يعد تقديم الاستشارات الإدارية من ذوي الخبرة من أفضل الحلول لزيادة كفاءة الفرد في المنظمات، وذلك يدعم بشدة أحد أهداف ومرتكزات رؤية السعودية 2030 وهو التركيز على الأفراد وإعدادهم ليصبحوا منافسين عالميين لتلبيه متطلبات سوق العمل محليًا وعالميًا، وبالتالي بناء مستقبل باهر للمملكة، فهي تلعب دور فعال في تمكين رأس المال البشري، فيكون التركيز على الموظفين في المنظمة وكل ما يُسهم في زيادة كفاءتهم، وذلك لأن العنصر البشري من أهم وأثمن الموارد في المنظمة وأكثرها تأثيرًا على الإنتاجية في مكان العمل، حيث تمثل الثروة البشرية 65% في البلدان ذات الدخل المرتفع و40% في البلدان ذات الدخل المنخفض. تقوم الاستشارات الإدارية بالمساعدة في تحليل استراتيجيات وممارسات رأس المال البشري لدى المنظمات وبالتالي وضع استراتيجيات مستقبلية وتطويرها وتنفيذها، بالإضافة إلى تمكين كل فرد في المنظمة على مواجهة الصعوبات وإعدادهم لمستقبل مستدام. التركيز الدقيق على الموظف وخلق بيئة عمل تنافسية مميزة تدفعه لتقديم أفضل ما لديه من مهارات وقدرات، ومما لا شك فيه أن ذلك سيعود على المنظمة بأفضل النتائج وبالتالي تحقيق أهدافها بالكامل.